بث مباشر من حسينية اولاد مسلم بن عقيل عليهم السلام

شريط الأخبار

يا سابغ النعم يا دافع النقم يانور المستوحشين في الظلمي ياعالم لا يعلم صلى على محمد وآله وفعل بي ما انت أهله وصلى الله على محمد والأئمة الميامين من آله

تاريخ الفكر الحكمي لمدرسة الشيخ الأوحد

بقلم : الشيخ سعيد القريشي
saeed@alahsai.net

ولد الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي ( 1161هـ / 1241 هـ ) في قرية تسمى بالمطرفي من الأحساء من الجزيرة العربية .

وبما أن كل مفكر ومبدع وليد بيئته ونتاج لظروفها ففيلسوفنا ولد ونشأ في بيئة تفتقد ليونة العيش وجمال الطبيعة سوى أشجار النخيل التي تملأ المكان . كانت بلدته تعجّ بالجهل والخرافات ونوع من الهمجية وميلٍ إلى ملاهي الحياة كما تحدث عنهم في سيرته بخط يده (1).

من هنا نستشف صعوبة خروج عرفاني عظيم كالشيخ الأحسائي بل من الصعب خروج من هو أقل منه شأناًً سواء في العلم أو في العرفان الذي يحتاج إلى خضر خاص ، كما سموه العرفاء .

من هنا يأتي قيمة الاستفهام لمن درسوه ،كيف خرج هذا العبقري من تلك الكومة من الجهل وعلى الأخص في قريته ( المطيرفي ) .

وهو هنا وكأنّه يعلم قيمة هذه الاستفهامية الجديرة بالعناية ، فقد تحدث بإسهاب في سيرته لولده ( محمد تقي ) أكبر أولاده عن سبب علمه الجم وإبداعه اللامتناهي لا سيما في الحكمة الإلهية .

وكان ذلك السبب هو اتصاله بأهل البيت العصمة والطهارة عليهم السلام .

فالقارئ لتلك السيرة المزبورة يجد أموراً كالتالي :

  1. إنه لم يتعلم على يد أحد سوى دراسته ( التحفة السنية و عوامل الجرجاني ) وهي كتاب في النحو يدرسوه المبتدئون .
  2. إنه جاهد جهاداً نفسياً وعبادياً حتى وصل إلى مقام القرب من الله ثم فتح له باب الرؤية لأهل البيت عليهم السلام ، فكان يراهم واحداً تلو الآخر .
  3. إنه كما صرح تعلم كل العلوم في المنام عن طريق محمد وآل محمد عليهم السلام .
  4. إنه يعرض كلما تعلمه على الكتاب والسنة فيبحث عن موافقة ذلك لهما .
  5. إن كل ما حصل له من غريب الأطوار والحالات كله بسبب الإخلاص وحسن العقيدة والطاعة لله سبحانه .

وفي سنة ( 1186هـ / 1772م ) خرج من الأحساء نتيجة الظروف السياسية إلى ( العراق ) وكان عمره عشرون سنة ، من هنا انطلقت حركته الإصلاحية وبدء التأسيس لمدرسته في الحكمة الإلهية . ففي أول محطة من هجرته نحو نشر فكره في المجتمع الشيعي ، فالتقى في هذه المحطة كل من آية الله الشيخ محمد باقر البهبهاني في كر بلاء ، والسيد مهدي بحر العلوم ، والشيخ جعفر كاشف الغطاء في النجف .

وبعد طاعون أصاب العراق عاد شيخنا إلى الأحساء حيث تزوج برز بعدها في الأحساء وظهر اسمه ، ثم نـزل البحرين ( 1208 هـ / 1793م ) في شهر رجب ( 1212 هـ / 1797م ) رجع للعراق ثانية للزيارة زار في هذه الفترة ( النجف ، وكر بلاء ، والكاظمية ، وسامراء ) ثم سكن البصرة ثم ذهب إلى ( الدورق ) وبعد هجوم الوهابية على كر بلاء نـزل ( البصرة ) وفي السنة ( 1221 هـ ) سافر إلى إيران ولما نزل إلى ( يزد ) التقى بالشيخ جعفر كاشف الغطاء النجفي هنا وعرضوا عليه البقاء عندهم ووعدهم بذلك بعد الزيارة الإمام الرضا u وحقق شيخنا وعده ورجع إليهم .

هنا في ( يزد ) تعتبر من أهم المراحل التأريخية التي ساعدت على تأسيس فكر الشيخ الأوحد ( قد ) حيث اجتمع حوله أهل ( يزد ) ، ثم سمع به الشاه القاجاري " فتح علي شاه القاجاري " حيث طلب الشاه من الشيخ عن طريق المراسلات الكثيرة مجيء الشيخ إلى العاصمة مكرماً معززاً ، ولكن شيخنا رفض ذلك هرباً من الزعامة وتبعاتها . ولكن شيخنا استفاد من إقامته في ( يزد ) فكان له نشاط :

  1. إقامة مجالس الوعظ .
  2. التدريس بجميع مستوياته .
  3. تأليف الكتب وجعلها على شكل إجابات لرسائل وكلها من علماء فضلاء .
  4. نشر فكر أهل البيت ضد الفكر الغريب عن مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، لا سيما الفلسفة اليونانية .
  5. استفاد شيخنا من جميع سفراته السابقة وعلى الأخص هنا في ( يزد ) في بلورة مرجعيته الفكرية لا سيما في شأن الحكمة الإلهية ، وكان بحق ومن خلال استقرائنا لكل رسائله كان مرجعاً فكرياً عظيماً يبهرك بأسلوبه واستدلاله ومنهجه وفكره الشمولي الموسوعي .

ثم استجاب شيخنا للشاه وذهب إلى ( طهران ) واستقبل استقبالاً عظيماً من قبل الشاه وأهل طهران ، وكانت مكانته تزداد يوماً بعد يوم لذلك كانت ( طهران ) محطة تأريخية مهمة في تدعيم مدرسة الشيخ ، وليس صحيحاً ما ذكره فؤاد إبراهيم في كتابه ( الفقيه والدولة ) أن الشاه استغل الشيخ الأوحد لصنع مؤامرة يسقط من خلالها رموز العلماء أصحاب الطريقة الأصولية .

فالشيخ صحيح إنه ذهب إلى طهران ولكنه رفض البقاء في البلاط الشاهنشاهي كما نقل السيد الرشتي في دليل المتحيرين (2) ، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى الشيخ الأحسائي أصولي حتى النخاع ، فكيف يسقط الأصوليين أمثاله ، لاشك أن الشبهة دخلت على الكاتب من اعتقاده الجازم بكون الأحسائي إخباري .

عاد شيخنا إلى ( يزد ) وواصل فكر أهل البيت وكان في إقامته هذه يصنع التلاميذ الكبار على مستوى العالمية ( كأولاده ) و ( السيد كاظم الرشتي ) و ( ميرزا حسن كوهر ) و ( المقمقاني ) والد صحب صحيفة الأبرار ، الذين من بعده أو في حياته يحملون فكره إلى العالم أجمع والمجتمع الشيعي على شكل أخص.

لقد كان للشيخ رضوان عليه حوزة عامرة في المعقول والمنقول والعلوم الطبيعية سنين طوالاً في كل من كر بلاء والنجف والبصرة وغيرهم وفي إيران كانت هناك قزوين ويزد وطهران وأصفهان وكرمان شاه وغيرها . وفي الأحساء والبحرين وغيرهما بل وصل الحال إلى درجة إذا نـزل الشيخ مدينة علمية تعطل جميع الدروس لكي يحضروا درسه (3).

يقول السيد محمد الطالقاني لقد تخرج من حوزته مئات العلماء ولكن النكسة التي أصابت مدرسته في المجتمع الشيعي جعلت الكثير من التلامذة نكران التلمذة عليه (4). ولكن من يبحث في كتب السيرة يجد كماً هائلاً من تلامذته من هؤلاء الأعلام (5):

  1. إبراهيم بن عبد الجليل صاحب ( تحفة الملوك في سرّ السلوك ) .
  2. السيد أحمد التبريزي المعروف بحوش نويس .
  3. السيد أبو الحسن بن محمد حسين التنكابني خال صاحب ( قصص العلماء ) .
  4. السيد أبو القاسم ابن محمد حسين التنكابني خال صاحب ( قصص العلماء ) أيضاً .
  5. المولى آغا القزويني الحكيم .
  6. الشيخ حسين الكرماني .
  7. الشيخ زين العابدين الخونساري .
  8. السيد ميرزا سليمان المدرّس اليزدي .
  9. الشيخ شفيع التبريزي .
  10. صاحب كتاب " الغيبة والرجعة " .
  11. الشيخ عبد الخالق اليزدي .
  12. الشيخ عبد الرحيم القره باغي .
  13. الشيخ عبد الله بن إبراهيم آل عيثان .
  14. الشيخ عبد الوهاب القزويني .
  15. الشيخ علي الأوردبادي .
  16. الشيخ علي البرغاني .
  17. الشيخ علي السمناني .
  18. المولى محمد حمزة شريعة مدار .
  19. السيد محمد الخرساني .
  20. الشيخ محمد شريعة مدار الأسترابادي الكبير .
  21. الشيخ محمد الريحاني الأزهري .
  22. الشيخ محمد .
  23. الشيخ محمد الكنجوي .
  24. السيد محمد بن الحسن الحسيني .
  25. المولى محمود نظام العلماء التبريزي .
  26. المولى مرتضي علم الهدى .
  27. الشيخ مهدي بن محمد .